لماذا تستحق جزيرة دارين وتاروت الزيارة؟ وأين يمكن أن تقضي أجمل الأوقات فيها؟

 

سلسلة الوجهات السياحية في الساحل الشرقي ..

هناك أسباب كثيرة بالطبع تدعوك لزيارة جزيرة دارين وتاروت. شخصياً أنصحك بزيارة هذه الجزيرة. لماذا لا تعطِ نفسك فرصة لاستكشاف تاريخ منطقة من مناطق الوطن، استمتع بجمال مناظر الجزيرة من شواطئ وغابات القرم وتجمعات الطيور المهاجرة ومنها طيور الفلامنجو الجميلة، وكذلك شاهد المزارع المحاذية للبحر والآثار المنتشرة في الجزيرة. تعرف على أهالي الجزيرة وعاداتهم الجميلة والتي تدعوا للكرم وحسن الضيافة. 

 

من عشتاروت .. إلى تاروت

أشتق اسم تاروت من الآلهة عشتاروت، رمز الخصب والإنبات، إذ اشتهرت بوفرة عيونها العذبة وخصوبة أرضها. وتعد من أقدم المستوطنات في الخليج العربي. حيث وُجِدَ فيها الاستيطان منذ 5.000 سنه قبل الميلاد.
بعد هذا التعريف السريع سأعطيك مساراً سريعاً يغطي أهم المواقع التي ستحتاج أن تزورها في الجزيرة.

تبدأ زيارتك لتاروت منذ قدومك من القطيف عابراً أحد الجسور الثلاثة وصولاً للجزيرة. توجه مباشرة لمنطقة الديرة. وفي منطقة الديرة ستشاهد مباشرة قلعة تاروت الشامخة، والتي تطل على الديرة بأكملها. وبجوارها العين العودة العذبة والتي ارتوت منها الأجيال، وحمام أبولوزة التراثي. لتأخذك في جولة عبر الزمن. ولا تفوّت زيارة متحف أصالة عشتار والمقهى الشعبي وممشى السعادة الذي يزدان بالمنحوتات والإبداعات.

 

الزور وسانبس .. قرى الصيادين 

في الزور تكتشف قرية الصيادين وأسراب الطيور المهاجرة، ومطعم تراثي تديره عائلة.
وفي سنابس تجد المزارع المتاخمة للبحر والكوفيهات المفتوحة ومحميات الطيور، مما يجعلها وجهة مثالية للعائلات.
 

دارين.. ميناء اللؤلؤ والمسك والعنبر

أرتبط أسم دارين بالمجد البحري والتجارة، وذكرها ياقوت الحموي كميناء مرموق يقصده التجار من الهند وفارس واليمن. كانت مركزًا لتجارة المسك والعنبر واللؤلؤ، حتى شاع المثل: “أطيب من مسك دارين”. 
وقال فيها الفرزدق:
ويُرجِعون خِفافًا من دارين إذ حَمَلوا
مسكًا تُفوحُ به الأركانُ والوَطَنُ

 

كورنيش الربيعية الجديد ..

في طريقة لدارين تشاهد بقايا مطار دارين، أول مطار في المملكة، ثم تتجه إلى قصر عبدالوهاب الفيحاني الذي يجري ترميمه ليبقى شاهدًا على تاريخ الجزيرة، وإلى متحف فتحي البنعلي حيث المقتنيات البحرية والأثرية.

ولأن الرحلة لا تكتمل إلا بلحظة هدوء، اختتم زيارتك عند كورنيش الربيعية، حيث فنجان الشاي على ضفاف البحر، وأمامك مشهد بانورامي لمدينة الدمام في الأفق، ليبقى في ذاكرتك وعد بالعودة إلى هذه الجزيرة الساحرة.

إنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة غنية تستحق أن تبقى في الذاكرة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أين تذهب في أبها البهية ؟

رحلة الفينيقيين .. من الخليج إلى البحر المتوسط