جزيرة أرواد: من الخليج العربي إلى البحر المتوسط
تقع جزيرة أرواد (أرادوس) على بُعد 3 كيلومترات من شاطئ طرطوس، بمساحة تقارب 20 هكتار، وهي الجزيرة الوحيدة المأهولة في سوريا، مما يمنحها تفرّدًا سياحيًا وتاريخيًا. البدايات الفينيقية بين الخليج العربي والبحر المتوسط تشير المصادر التاريخية القديمة إلى أن الفينيقيين لم تكن بداياتهم الأولى على سواحل المتوسط، بل في الخليج العربي. فقد ذكر بلّيني وسترابو وبطليموس جزيرة تُسمّى أرادوس في الخليج، تقع بجوار الجزيرة الأم تايلوس (البحرين الحالية). أرادوس الخليجية هي ما يُعرف اليوم بجزيرة المحرّق في مملكة البحرين. أما تايلوس فهي جزيرة البحرين الأم التي اشتهرت باللؤلؤ والمعابد الفينيقية. هذه الروايات تدعم ما ذهب إليه كثير من العلماء بأن الموطن الأصلي للفينيقيين كان في الخليج العربي، ومنه انتقلوا عبر البحر إلى الساحل السوري، حيث أسسوا مملكة أرواد (أرادوس) المتوسطية، التي سرعان ما أصبحت قوة بحرية كبرى بأسطولها وتجارتها وثقافتها. وبذلك نرى أن هناك جسرًا حضاريًا بين جزيرة المحرّق (أرادوس الخليجية) وجزيرة أرواد (أرادوس المتوسطية)، يمثل انتقال الفينيقيين من الخليج إلى الشام ونشرهم لثقافتهم ...